Pavasario paskaitų ciklas: Artimųjų Rytų kultūros bruožai
ممثلة المونودراما والمخرجة اللتوانية تحوز على اعجاب الجمهور العربي
إن شهرة بيروت مارسينكفيشوت مار في التمثيل والاخراج والكتابة المسرحية تمتد الى خارج الحدود اللتوانية وحتى الى ابعد من ذلك في جميع انحاء العالم. حيث انها منذ الطفولة انجذبت الى المسرح واستطاعت بي مار أن تصنع لنفسها مكانا فنيا. فقد دأبت على الدراسة باكاديمية سانت بترزبرج الوطنية للفنون المسرحية وتحصلت على شهادات كممثلة ومخرجة في السينما والمسارح
-
وقد عملت كممثلة منذ سنة 1998 وقامت بزيارة اكثر من ثلاثين بلد اوربي ودول اخرى في جميع انحاء العالم قدمت من خلالها مشروعاتها المسرحية والادبية والموسيقية بالاضافة الى عروض درامية . وقد تمكنت بي مار ايضا من الدخول في الاضواء العربية حيث كان لها اول مشاركة في مهرجان الفجيرة العالمي للدراما الفردية بالامارات العربية المتحدة ومنذ تلك المشاركة ذاع صيتها وساهمت في نشر المونودراما وتلقت جائزة قيمة استلمتها من شيخ الفجيرة وتركت اثرا عميقا في قلوب المشاهدين والفنانين الذين تابعوها والذين يتذكرون بي مار كأميرة المسرح المونودرامي الفردي
ورغم الاختلاف الثقافي، تعتبر بي مار الدول العربية بمثابة موطنها الثاني وتذكر بشدة كل الاحتفاء والتقدير الذي تتلقاه من الجمهور العربي وتقول ان لديها الرغبة دائما في العودة الى البلدان العربية وترحب بكل سرور بأي دعوة للمشاركة في المهرجانات.
-
لقد كنت دائما نشطة في المجال المسرحي منذ الطفولة ، وبما أنك تخرجتي من مدرسة ناجوليس للفنون ودرستي بعد ذلك للحصول على دبلومات في المسرح والسينما كممثلة ومخرجة، ما الذي شجعك على اختيار هذا المسار؟
لقد سحرني عالم المسرح بالمدرسة من خلال دراسة دراما الاطفال والمشاركة في عروض مسرح كونا الوطني للموسيقى. وقد فتح لي العمل على المسرح واقعا جديدا بالنسبة لي فقد كان اكثر غموضا ومليء بالنشاط ويحمل معاني كثيرة. لقد وجدت نفسي اكثر عندما كنت أقف على المسرح من الحياة الواقعية.
-
لقد شاركتي في البداية في الاعمال الموسيقية وتحصلتي على دورة على البيانو، فما الذي جعلك تختارين التمثيل؟
هذا صحيح، لقد كنت اعزف على البيانو لمدة 11 سنة وكدت اصبح عازفة بيانو، ولكن في الواقع ، كنت اشعر ان شيئا ما مفقودا اثناء الجلوس على البيانو والنظر في المفاتيح. أما الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور وتلاوة الشعر وتمثيل الدراما منحني السعادة الحقيقية. ولذا فأنا اعتقد ان الراحة النفسية كانت حافزي تجاه سلوك المسار المسرحي الحقيقي بالنسبة لي.
-
متى بدأت رحلتك الفنية المستقلة بالفعل؟
لقد بدأت بعد تخرجي من قسم دراسات التمثيل في سانت بترسبورج حيث عدت الى لتوانيا وقمت بتمثيل (بولينا) في العمل الانتاجي دوستوفسكي المقامر المعروف في الدراما المسرحية الروسية بلتوانيا. وبعد ذلك مباشرة قمت باخراج اول عمل مسرحي لي باسم الايام السعيدة لسامويل بيكت في مسرح دراما كوناس الوطني. لقد كانت بداية سلسة ولم أكن اتكلف العمل. وبعد ذلك بسنة واحدة تم قبولي من طرف المخرج جي فاتيكوس والذي كان يشغل منصب رئيس مسرح الدراما الوطنية بلتوانيا ضمن مجموعة الممثلين المسرحيين. ورغم تلهفي وحماستي للتمثيل ، لم يكن الدور الذي قمت به مثيرا ولذا قررت ان اتولى زمام الامور بنفسي ومن ثم اكتشفت المونودراما والتي كانت أحب شيء الى قلبي. وعلى غير المتوقع، كانت اول مسرحية قمت بتمثيلها مقبولة ولاقت استحسان الجمهور حيث قمنا بزيارة اكثرمن ثلاثين بلدا قدمنا فيها عروضا مع مجموعة من الزملاء الفنانين بالاضافة الى المشاركة في عديد من المهرجانات المسرحية ليس فقط في اوربا بل ايضا في افريقيا وامريكا اللاتينية والولايات الامريكية المتحدة.
-
لقد اصبحتي منذ ثلاثين سنة وراء انشاء المسرح المستقل والادب والمشروعات الموسيقية والاداء في الحجرة و المونودراما وقمتي بزيارة العديد من البلدان في الشرق الاوسط والامارات العربية المتحدة والاردن ولبنان والكويت والمغرب والجزائر، فهل لاحظتي أية اختلاف أو اشياء غريبة بالنسبة لك في المسارح بالبلدان الاسلامية؟
لقد بدأت علاقتي بالدول العربية على غير المتوقع حيث اقترح علي المخرج والكاتب المسرحي في كازانوف بعد رؤيته لعروضي في بعض المهرجانات الاوربية أن اقوم بأداء المسرحية المونودراما (انتيجون) ضمن مهرجات الشارقة المسرحي وقد كنا تقريبا في تلك المناسبة الفريق المسرحي الوحيد الذي يمثل اوربا في المهرجان. وقد كنت متشوقة للتعرف على الثقافة والحياة المحلية. وبعد عرضنا في مهرجان الشارقة تلقينا دعوة لتقديم عرض في مهرجان الفجيرة المسرحي للمونودراما وبعض البلدان العربية الاخرى مثل الاردن ولبنان والكويت. وأقول أن المسرح هناك مختلف تماما حيث قد يبدو من وجهة نظر المسرح الاوربي قديم نوعا ما وميلودرامي ومع ذلك فإن الجمهور المحلي يفضل هذا النوع من العمل المسرحي رغم أنه اقل رمزية وتطور بالمقارنة بالمسرح الاوربي حيث ان فن الاخراج المسرحي اقل تطورا والممثل على خشبة المسرح هو بمثابة الملك. ولكن الجمهور العربي منفتح تماما وقابل للتلقي ومتفاعل جدا خصوصا خلال قيام الممثل باستعراض العواطف القوية حيث تسمع صيحاتهم وردود فعلهم تجاهه.
-
لقد قمتي باداء عروض المونودراما في مهرجان الفجيرة المسرحي العالمي بالامارات العربية المتحدة خمس مرات، فما الذي جعلك تعودين اليه؟
هذا صحيح، فأنا اشارك في مهرجان الفجيرة المسرحي العالمي منذ بداية انطلاقه. وقد قمت بتقديم جل عروضي المسرحية هناك واطلق علي لقب (اميرة المونودراما). كما استلمت جائزة شرفية عظيمة قدمها لي شيخ الفجيرة شخصيا. وكما قلت آنفا، فلدي جمهور من المعجبين هناك الذين ينتظرون عروض جديدة وانا دائما مستعدة للعودة . وأقوم بتكرار الزيارة لاني مدعوة دائما . إن مهرجان الفجيرة يتسم بالخصوصية والمنظمين يتعاملون بلطف وادب ويتم دعوة الممثلين لحضور كامل مدة المهرجان مما يعطينا الفرصة لرؤية زملائنا يؤدون عروضهم ايضا وحضور عروض موسيقى تقليدية وحفلات الرقص في منطقة المهرجان. كما أن المهرجان في مدينة ديبا يقام في الشتاء حيث ان الجو بالامارات العربية المتحدة كما لو كان في فصل الصيف حيث البحر والشمس و المعاملة الحسنة والاحترام المتبادل من الناس ومنظمي المهرجان.
-
في سنة 2014، تم تكريمك في نفس المهرجان ومنحك جائزة (المساهمة في تطوير مسرح المونودراما ؟ اخبرينا عن هذا الشرف واحد انجازاتك المتميزة.
استلمت هذه الجائزة عن جميع اعمالي المتميزة للمونودراما والعروض السابقة التي أديتها في مهرجانات الفجيرة مثل : كلمات على التراب، المحب، انتجون. وايضا على احد الاعمال التي تم اعدادها خصيصا في احد المهرجانات من احد الكتاب المسرحيين العرب واسمه محمد سعيد الدنهاني تدعى الليلة الاخيرة وقد كانت مشروعا مشوقا وتم في نفس الليلة اعطائي انا والممثلة المغربية لطيفة احرارا نسختين مترجمة لهذه المسرحية ، وعليه بامكان الجمهور مشاهدة العروض بالنسخة العربية والاوربية.
-
ما اهمية هذه الجائزة وما الذي تمثله بالنسبة اليك؟
انها على الارجح اعلى جائزة تحصلت عليها خلال عملي حتى الان وقد قدمت الي من معهد المسرح العالمي (اي تي اي) بالتعاون مع مهرجان الفجيرة المسرحي العالمي. وهذا النوع من الجائزة بالتاكيد يضع عليك المزيد من المسؤوليات ولم يسبق أن منح لي شهادة من هذا المستوى. لقد كان مربع الفجيرة في اليوم الاول من المهرجان مليء بالجمهور والمشاهدين ابتداء من الشيخ نفسه . لقد شعرت وكأنني في احد ايام الرواية الخيالية : الف ليلة وليلة.
-
ما هي الاعمال المتميزة الاخرى التي قمت بتقديمها الى البلدان العربي؟ ما اهمها وفق ما تتذكرين؟
جولة مسرحية الحب وانتجون في لبنان بمسرح بيروت المدينة في سنة 2012 تحمل في طياتها ذكريات خاصة بالنسبة لي. كما سنحت لي الفرصة للتعرف على الثقافة اللبنانية . كما اتذكر تقديم مسرحية كلام على التراب في مهرجان جيراش للثقافة والفنون بالاردن في سنة 2004 . ان الثقافة المحلية مدهشة والهندسة المعمارية متميزة ومدينة بترا كانها مدينة احلام. بالاضافة الى العمل مع الكاتب المسرحي ام اس الدهناني في مسرحية الليلة العربية حيث قمنا بقراءة وتحليل ترجمة المسرحية مع الكاتب شخصيا وتعلمت الكثير من الحقائق المدهشة عن الحياة اليومية للمجتمعات العربية ووضع المرأة هناك والتقاليد المختلفة. ثم سافرنا بالمشروع الى دول اخرى حيث قمنا بالعرض في مدينة مانيلا بالفلبي في مهرجان/مؤتمر عالمي نظمه معهد المسرح الدولي (اي تي آي) في سنة 2006. كما سافرت منذ حوالي سنتين الى الكويت بناء على دعوة لتمثيل مسرحية انتجون في مهرجان الكويت للمونودراما المؤسس حديثا بعد الخطوات المتخذة وفق تقاليد مهرجان الفجيرة. لقد كانت كل الرحلات مثمرة ولم أكن لاتعرف على الثقافة العربية والناس الطيبة حيث لم اتمتع باي حجم من اللطافة وحسن المعاملة والاحترام مثل ما تلقيته في البلدان العربية . ربما قد كنت عشت هناك في حياتي السابقة؟ لانني في كل مرة اعود الى هناك اشعر وكأنني في موطني رغم الاختلافات في الثقافة والتقاليد.
-
هل تضعين في عين الاعتبار، عند استعدادك للاداء في الدول الاسلامية الاختلافات والفروقات الثقافية؟
نعم هذا صحيح. هذا الاماكن لديها عاداتها وتقاليدها. لقد سبق وان قابلت عدد من المسؤولين في مهرجان مسرحي اقيم بايران والذين طلبوا مني امكانية تغطية شعري اثناء التمثيل وفق تقاليدهم واعرافهم وكانت اجابة بنعم. لقد كانت تجربة رائعة خلال شعوري ولو لوهلة بسيطة كأنني امرأة فارسية. وحتى عندما قمت بتمثيل مسرحية أنتجون في الشارقة لاول مرة، وجدت خشبة المسرح مغطاة بالورود الحقيقية عند وصولي فقال لنا المترجم: ( لقد قمنا بتزيين المسرح لاجل عرضك المسرحي، انها جميلة جدا) ، وكانت المفاجأة اجمل عندما طلب منا أخذ تلك الورود الحية خلال المسرحية. كما كان علينا عند تقديمنا لعرض مسرحية ( المحب) في الفجيرة تغيير نوعية ملابسنا وكان على غير العادة ان تغطى اذرع وارجل الممثيل ولكننا احترمنا تقاليد الدين الاسلامي وكان فرحتي غامرة عندما سمعت الجمهور يردد صيحات الاعجاب (برافو برافو) اثناء العرض كما لو كان احتفالا لموسيقى الروك. وفي البداية كان من الغريب رؤية الجمهور اغلبه من الرجال ولكن في العروض اللاحقة كان النساء في جانب والرجال في جانب والكل يرقص ويغني ويمرح ويدخن (النرجيلة) ، وفي السنوات الاخيرة بدأت أرى اعداد النساء الحضور في تزايد. لقد استمعت الى العديد من القصص الحساسة من نساء عربيات اخبروني من خلالها عن الصعوبات التي يواجهونها في الحصول على التعليم وكيف ان بعضهم يضطر الى الدراسة رغم اعتراض الوالدين حيث لازال المعتقد الشائع ان المرأة أفضل لها ان تكون ربة بيت وأن التعليم ليس للمرأة.
-
ما هي العلاقات الشخصية التي تربطك ببلدان الشرق الاوسط؟
لدي الكثير من الاصدقاء في الدول العربية وروابط شخصية متينة في هذه المنطقة. ودائما ما أفكر لنفسي واقول يالها من هبة جميلة في هذه الحياة ان تمنح فرصة التعرف على ثقافتهم وحياتهم والتي نادرا ما يتحصل عليها الفنانون في لتوانيا وقليل منهم من قام بزيارة او التمثيل هناك. وقد نكون نحن أول من استمتع وحاز على مثل هذا الترحيب والقبول في الدول العربية .
-
هل سبق وان حصل لديك أي سوء فهم او مغامرات معينة خلال زيارتك للبلدان العربية؟
نعم ، فالسفر دوما يحمل في طياته مغامرات وحكايات. على سبيل المثال، في رحلتي الاولى الى مطار دبي رأيت امرأة ترتدي لباس اسود ورجل يرتدي لباس ابيض, وقد ذكرتني ضبط الجوازات بالحقوق الدينية. لقد وصلنا ليلا وكان علينا الانتظار لمدة ساعة او اكثر ولم يكن هناك احد في انتظارنا. وعندما اصبح المطار فارغا لاحظنا بعض الاشخاص ينتظرون فسألناهم:ربما أنتم في انتظارنا؟ نحن من لتوانيا. أخرجوا صورا وضحكوا قائلين: (آه ، انتي تبدوا هكذا، كنا نتوقع امرأة اكبر سنا. ويبدوا أنني قد ارسلت لهم صورتي من احد البومات المهرجانات حيث اديت دور امرأة عمرها مائة سنة في مسرحية (كلمات على التراب) مع قناع ابيض وشعر رمادي . ولذا كانوا يتوقعون رؤية امرأة على تلك الهيئة. أو ذلك اليوم الذي كنا نمثل فيه مسرحية (أنتجون) بالفجيرة حيث ساعات قليلة قبل العرض دخل علي مدير المهرجان في غرفة المكياج وسألني هل أنت جاهزة فقلت نعم انا جاهزة والعرض بعد ساعات قليلة ، فقال : لا هل انت جاهزة الان؟ ماذا تقصد؟ عليك الخروج الى المسرح الان لان الشيخ هنا، فقلت وماذا عن الجمهور؟ سيكون هناك جمهور واستمر في محاولة اقناعي وكان علي ان اقدم العرض قبل ساعات من الموعد الاصلي وقد حضر اغلب الجمهور في نفس الوقت مع الشيخ. وهذا لا يمكن توقع حدوثه في بلدنا حيث لا يتم تقديم العرض قبل اوانه مع وصول الرئيس
-
ما هي خططك المستقبلية؟ ربما يكون لديك بعض المشاريع الجديدة جاهزة للجمهور العربي؟
نعم لدي خطط مؤخرا تتضمن بعض الاعمال في مسرح سالزبرغ بالنمسا مع الموسيقار الواعد والشاب اللتواني ميرغا جرازنيت تيلر وسيتم في شهر مايو القادم عرض تقديم مجموعة من المسرحيات مثل مداخل القدس ومن حجر يوتفينجيان واوبرا باسم الرجل النحيف على الجبل الحديدي وقد تم دعوتي لها كمخرج.
وسوف يكون من دواعي سروري أن أعود دائما الى الدول العربية في حالة دعوتي وأنا افتقد الى هذه الاماكن التي اعتبرها بمثابة بلدي الثانية.كما اتذكر ايضا دخول عدد من اطقم التصوير الى غرفة التبديل بعد عرض مسرحية كلمات على التراب والسؤال عن كاتب المسرحية حيث قلت لهم أن سامويل بيكت ميت لسوء الحظ فقام الطاقم بكامله بتقديم التعزية لي . ولن أنسى أبدا التأخير لعدة ساعات في عدد من المهرجانات الاولى ، وعندما يقول لك المنظمون ان الحافلة ستأتي على تمام الساعة الثالثة مساء فذلك يعني انها ستأتي في الساعة الخامسة مساء وذلك من الاشياء المعتادة لديهم فليس هناك داعي للقلق والجميع يبتسم. وقد فهمت لاحقا ان الوقت يمر بطريقة مختلفة هنا ولذا لم يعد ينتابني الهلع واصبحت اكثر هدوءا . ومع ذلك ، فإن المهرجانات العربية حاليا تستضيف فنانين اوربيين اكثر من ذي قبل مع اقتراب الزمن شيئا فشيئا الى الامر الواقع.